تفريغ نصي للشيخ محمد مختار الشنقيطي
ألا وإن من أعظم ما يوفق له العبد الصالح في شهر الصيام أن يؤدي حق الله
على الوجه الذي يرضيه، كل واحد منا يجب عليه أن يستشعر أن الله فرض عليه واجبا، وأن
الله ألزمه بحق عظيم عليه أن يؤديه على الوجه الذي يرضي الله، فرض الله علينا الصيام
وحبب إلى قلوبنا القيام فنؤدي فريضة الله على الوجه الذي يرضي اللَّه فيصوم المؤمن
كما ينبغي أن يكون عليه الصوم. أن نصوم لله قلبا وقالبا أن نصوم لله سرا وعلنا ظاهر
أو باطنا نصوم لله جل وعلا صوما تعف فيه ألسنتنا وجوارحنا وقلوبنا عن كل شيء لا يرضي
الله جل جلاله.
◄ فشهر رمضان مدرسة الخير ومدرسة الطاعة والبر ألا وإن البرَّ يهدي
إلى الجنة فهي المدرسة التي تهذب أخلاق المؤمن وتقوم سلوكه وتسدد طريقه وقد ذكر النبي
صلى الله عليه وسلم في الصوم علاجا لجميع الفتن والمعاصي.
فالإنسان ما يبدر منه قول وعمل في الظاهر فظاهره قولٌ وعمل فهذا القول
حذره النبي صلى الله عليه وسلم فيه أن يجرح فيه صيامه فقال «إذا أصبح أحدكم يوماً صائماً فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم».
فهذب أقوال المؤمنين في شهر الصيام وهذب كذلك أخلاقهم وجوارحهم فتجد المؤمن إذا دخل عليه شهر الصيام حفظ صومه كما أمر الله عز وجل يحفظ قوله ويحفظ عمله حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الصيام وسيلة للحفظ من المحرمات.
فهذب أقوال المؤمنين في شهر الصيام وهذب كذلك أخلاقهم وجوارحهم فتجد المؤمن إذا دخل عليه شهر الصيام حفظ صومه كما أمر الله عز وجل يحفظ قوله ويحفظ عمله حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الصيام وسيلة للحفظ من المحرمات.
◄
يا معشر الشباب يقول عليه الصلاة والسلام « من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع
فعليه بالصوم فإن له وجاه» فجعله علاجا للشهوات وسياجا حافظا عن الفواحش والمنكرات
من بركته خيره فالصيام فيه بركة عظيمة. والله جل وعلا جمع خصال الصوم خيرا وبرا وفضلا
وإحسانا فقال سبحانه «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم
لعلكم تتقون» فمن أول يوم من شهر رمضان يقف المؤمن مع قوله ومع عمله يقف مع لسانه الذي
طالما أرسله في عورات المؤمنين يقف مع لسانه الذي طالما أرسله في غيبة المؤمنين يقف
مع لسانه تلذي يسب ويشتم وكأن لسان حاله يقول يا لسان اتقي الله إلى متى وأنت ترتع
في محارم الله وحدود الله.
■ يقف المؤمن في بداية رمضان مع جوارحه وأركانه ومعاملته في ما بينه وما
بين ربه وفيما لينه وبين خلق الله فإذا استفتح المؤمن شهر الصيام بهذا السر العظيم
وهو مراقبة الله عز وجل، ما فرض الله الصيام من أجل أن تجوع الأحشاء ولا أن تظمأ الأمعاء
ولكن فرضه لتقواه سبحانه وتعالى فرضه سبحانه مدرسة للمؤمنين وهداية للمتقين فكم من
عبد كم من عبد استفتح شهر الصيام فتعلم منه الخير وخصال أهل الإسلام فما انتهى شهر
الصوم إلا وقد تهذبت أخلاقه واستقام لسانه وحفظ قلبه عن كل شيء لا يرضي الله سبحانه
وتعالى ألا وإنهم الفائزون ألا وإنهم الصائمون الذين عظموا حرمات الله وحفظوا حقوق
الله فأصابوا خير الدنيا والآخرة.
~~~
اللهم اجعلنا منهم بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين ~~~
هنا الدرس بصيغة mp3
نقلتها لكم مدونة مفاتيح الخير إن أصبنا فمن الله وإن أخطأنا فمن أنفسنا ومن الشيطان
0 التعليقات:
إرسال تعليق