رمضان وعزيمة الرجال
تفريغ نصي لفضيلة الشيخ محمد المخنار الشنقيطي
وجدنا ألذ عيشنا بالصبر |
◄ الصبر عزيمة الرجال عزيمة الصادقين الموقنين المحسنين الذين رفع الله
درجاتهم في الدنيا والآخرة فلا تنال مرضات الله ومحبة الله إلا بالصبر لأن الله سبحانه
وتعالى أقام أولياءه وأصفياءه وأنبياءه ورسله على هذا الأساس العظيم وهو الصبر ولذلك
صب الله عليهم البلايا وأنزل بهم الفتن والمحن والهموم والغموم والرزايا فجبلت قلوبهم
على الصبر فثبتوا وصبروا وصابروا ورابطوا فنعمت عيون الصابرين وقرت عيون المتقين المرابطين
الذين استسلموا لله رب العالمين فلم يضعفوا ولم يجبنوا ولم يصبهم الوهن ولا الخور بل زادتهم الفتن والمحن ثباتا وصلابة وقوة واحتسابا
للأجر عند الله عز وجل. فهم إذا نزلت بهم النكبات أو حلت بهم المصائب والملمات علموا
أن أزِمة الكون كله بيد من بيده ملكوت الأرض والسماوات، ثباتهم ويقينهم بالله سبحانه
وتعالى.
◄ الصبر مدرسة شهر رمضان تجد الإنسان ينكف عن الصوم في صومه عن الطعام
والشراب وهذا من ألذ ما يكون للنفس وعن الجماع وهو ألذ ما يكون من الشهوة للجسد ومع
ذلك يحبس نفسه عن طعام وشراب أحله الله له، وعن زوجة أحلها الله له ومع ذلك يمتنع عنها
طاعة لله فحري والله لمؤمن آمن بالله وصام لوجه الله فعف عن الحلال أن يعف عن الحرام
وصبر عن الحلال بأمر الله حري به أن يصبر عن الحرام طاعة لله سبحانه.
الصبر مدرسة رمضان ولذلك سمي بشهر الصبر والصبر الصبر على طاعة الله والصبر
على بلاء الله من أعظم منازل الصبر الصبر على البلاء والصبر على الطاعة قال عمر رضي
الله عنه « وجدنا ألذ عيشنا بالصبر » وقال صلى الله عليه وسلم مبينا فضل الصابرين «ومن يصبر يصبره الله » ولو لم يكن في فضل الصبر
إلا أن الله عز وجل أثنى على أهله فقال «والله يحب الصابرين» فشهد الله أنه يحب الصابرين
فإذا صمت في رمضان فتذكر في كل يوم أن هذه العبادة فيها سر وفيها أمر يحبه الله جل
جلاله، يا ليت الصائم في كل لحظة فضلا عن ساعة تمر به يستشعر أن هذا الذي يعمله من
الصبر على طاعة الله أنه يحبه الله جل جلاله، ومن استشعر ذلك هانت عليه الطاعات وهانت
عليه المتاعب والمصاعب والمشاق فإذا مر عليك اليوم الأول وأنت تستشعر هذا ومر عليك
اليوم الثاني والثالث والرابع جبلت نفسك على الصبر على كل شيء يحبه الله عز وجل والذي
جعل الكثير من الناس يدخل عليه شهر رمضان ويخرج ولا يغير شيء من حياته أنه غافل عن
هذه المعاني غافل عما يراد به فهو لو استشعر في كل لحظة أنه يعامل الله وأن الله يحب
منه هذه الطاعة وأن الله سيتولى ثوابها ويستشعر في كل ما يمر به من زمن قليل أو كثير
هذه المعاني قويت نفسه واستجمت روحه وعظم أجره عند الله عز وجل، ويقف المؤمن كل يوم
في شهر رمضان يقف في نهاية اليوم قبل غروب الشمس يمر عليه يوم كامل. صحيح أننا في هذا
الزمان مع وجود المكيفات ووسائل الراحة قد لا نستشعر ولكن يوجد من يستشعر ذلك خاصة
من عنده أعمال ومشاق فإذا انتصف عليه النهار وبالأخص إذا كان الصوم في شدة الصيف والحر
انتصف عليه اليوم فإنه يجد المشقة والعناء فتظمأ أحشاؤه وتجوع أمعاؤه فلا يزال يصبر
ويكابد الصبر حتى يؤذن عليه العصر فإذا أذن عليه العصر يأتيه الشيطان من كل سبيل ومن
كل طريق، ومن الناس من يأتيه من باب الرخص فيقول له أنت مرخص لك لا يكلف الله نفسا
إلا وسعها هذه المشقة هذا عناء فإذا صبر وصابر سيقف عند الغروب وقفة يا ليت كل مؤمن
يتأملها يا ليت كل مؤمن يقفها إذا دنت الشمس من الغروب واشتعل في جوف الإنسان حر الظمأ وحر الجوع والعطش خاصة
إذا كان في بيئة شديدة ووقف في آخر اليوم وستغيب عليه شمس ذلك اليوم وقد ظمأت أحشاؤه
لوجه الله جل جلاله وجاعت أمعاؤه لله سبحانه وتعالى يقف عند آخر ذلك اليوم وكأن لسان
حاله يقول ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ) هكذا في كل مصيبة تنزل
بالأمة وتنزل بالأفراد والجماعات إذا عود الله عز وجل عباده المؤمنين على الصبر بهذه
العبادة فكلما اشتدت عليهم النكبات جاءهم الشيطان
يزعزع إيمانهم ويزعزع صبرهم أين النصر وأين العزة للإسلام وأين وأين ...مثل ما إن الإنسان
يقف في آخر اليوم قد خارت قواه وتعب بدنه وضعفت نفسه فإذا به يأتيه الفرج فتغيب عليه
الشمس فيستكمل صومه ويستكمل أجره وتكون له العاقبة الحميدة من الله عز وجل الله أعلم
كم من شمس يوم غابت فغيبت ذنوبا لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى كم من عبد مسيء خطاء
كثير الذنوب كان لا يصوم ولا يقوم ولا يعرف ربه مسرف على نفسه وإذا به يصوم مخلصا لربه
حتى دنت شمس ذلك اليوم من الغروب فكشف لله همه وغمه فأقبل على الله تائبا راغبا طالبا
ففُّتحت أبواب السماوات لدعائه وسأل الله أن يعفو عن ما سلف من عمره وسأل الله أن يقيله
من زلاته وهناته فأعتق من ذنوبه فغابت الشمس بخطاياه فعاد كيوم ولدته أمه.
فمن ابتلي ببلية الصوم يعلم كل إنسان يصبر على أنه سيجد في آخر الصبر
المرارة والشدة والضيق هكذا تقف في آخر كل يوم لتعلم أنك إذا ابتليت بأي بلية بل حتى
لو ابتليت الأمة جمعاء أنه ستمر أحوال شديدة، حتى إن الإنسان قد يشك قد يشك في نفسه
وفي إيمانه وأن الله يبغضه وأن الله يكرهه حتى صب عليه هذه البلايا هكذا البلاء تأتي
فيه زلازل شديدة قال تعالى «هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا» وقال تعالى
« إذ زاغت الأبصار» وهذا في الصحابة رضي الله عنهم « إذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب
الحناجر وتظنون بالله الظنون هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا » الصبر يعود
كل صابر على القوة على الصبر كل يوم لو أن الإنسان يقف قبل مغيب الشمس، المشكلة أن
الناس اليوم في نعيم وترف ولا يحسون بمرارة الصبر مثل هذه الدروس العظيمة التي تهز
نفوس المؤمنين. وكل يوم عود نفسك قبل غروب الشمس أن تسأل كم من ساعات مضت وكيف ذهبت
وكأن لم يكن شيء ومن هنا تدرك بركة الطاعة وبركة الصبر على الطاعة وبركة الاستجابة
لله سبحانه وتعالى والخير في محبة الله سبحانه وتعالى تدرك أن المعاملة مع الله رابحة
« وأن العاقبة للتقوى وأن العاقبة للمتقين » شهد الله في هذا الشهر أنه طريق للتقوى
ولذلك واجب علينا جميعا في كل يوم إذا غابت الشمس أن نسأل أنفسنا ماذا استفدنا من خصال
التقوى وأن يسأل كل واحد نفسه ماذا استفدنا من خصال التقوى وماذا أحين الصوم في نفوسنا
من المعاني السامية. من الناس من إذا دنت الشمس من الغروب فطرت قلبه على الضعفاء والمساكين
فبمجرد أن يفطر يتصدق بمال أو يخرج بمال عزيز عليه في قلبه صدقة لوجه الله جل جلاله
لأنه لما ظمأ وأدرك شدة الظمأ ومرارة الظمأ ووطأة الظمأ تذكر فقراء المسلمين، وتذكر
ضعفاءهم فمنهم من يوفق لحفر الآبار ومنهم من يوفق لجلب الماء للعطشى ومنهم ومنهم
.... وكل ميسر لما خلق له، ومن الناس من إذا وقف عند آخر يومه تذكر الضعفاء والبائسين
فأبى إلا أن يطعم جائعهم وأن يكسو عاريهم وأن يكفكف دموع اليتامى وأن يجبر قلوب الأرامل
والثكالى نعم إنها مدرسة وأي مدرسة فحري بالمؤمن أن يستكثر من خيرها وبرها.
الدرس بصيغة mp3
نقلتها لكم مدونة مفاتيح الخير نفعنا االله وإياكم بها
1 التعليقات:
Casino Tycoon Slots Review: Biggest US Gambling Casino
If you haven't visited Vegas since July 2007, you'll have seen 10벳 Casino 사설 바카라 Tycoon 슬롯사이트 Slots 승인전화없는 토토 at the The 10 벳 biggest bonuses you will find online are
إرسال تعليق